زيارة بطل & قصة كفاح
أجرى الحوار/التنسيق/التصوير - خالد علي الكثيري
عرفه الكثير منذ أوائل حياته بحدّة الطبع وشدتهّ فهو شخصية لاتقف عند حدود وتتضايق من كبت الطموح والإنطلاق لايقف عند كلام الناس بل لايجاريه في الكلام أحد إلا وخرج مهزوماًَ معه ,, والى هذه الأيام ولازال يرفض معاونة أي شخص عند رغبته في القيام أو الجلوس .
لكنه ترك كفاحاً من أجل القبيلة لم يعرف ذلك عنه أحد فهذه الشخصية تخفي في داخلها قائد من طراز خاص وناشط مميز في زمانه , غادر كمثله من رجال آل كثير وغيرهم الى شرق اسيا حيث كتب الله لهم رحلة البحث عن المستقبل المشرق في السواحل الشرقية الآسيوية وهناك استوطن كباقي أقرانه في أندونيسيا , وصلها وهو شاب في مقتبل العمر وهناك كوّن أسرته المتواضعة وبدأ حياته , وللعلم منزله في أندونيسيا حسب أقوال الكثير أنه وضع صورة كبيرة للسلطان حسين بن علي الكثيري في مجلس الرجال ( 100سم × 50 سم ) وكان يحمل في داخل قلبه خدمة السلطنة الكثيرية وإبقاء هذا المجد مهما كلّف الثمن فهو ميراث ومتى ماسقط جزء من الميراث لايسقط البقية كتراث وعادات وهمم عالية فإن الإرث الكثيري ليس فقط دولة وصولجان بل هي خليط متكامل تحسدنا عليه باقي القبائل من جميع العادات الطيبة والمكارم .
لكن الحنين في قلبه لم يتوقف الى بلده ( سلطنة ال كثير ) فلم يتقيدّ في اندونيسيا بقيود الغربة ونظريات ( الغريب الأديب ) وبدأ مشوار لمّ الشتات هناك , وبحث و وجد ثم تحرّك و واجه الكثير من المتاعب , لكن في الأخير سجّل اسمه بكل فخر في لوحة الشرف بين الكثير من الأسماء التي كشفها لنا والأحداث التي سجلّها حصرياً في هذا الحوار المثير .
- اجاباته في هذا اللقاء كانت باللجهة الحضرمية وقمت بإعادة تنسيقها بصيغة مناسبة دون أي زيادة -
البطاقة الشخصية :
الإسم : حمود بن سعيد بن جعفر بن محمد بن سعيد الكثيري .
تاريخ الميلاد : 1917م ( أي أن العمر الآن 92 سنة " ماشاء الله تبارك الله" )
عدد الأبناء والبنات : 3 أبناء ( علي , عبدالكريم , طارق ) و 7 بنات ( ومن الأحفاد الكثير )
سألته :
والد الجميع وسيدي الكريم أتمنى أن تصف لي بداية حياتك في الغربة في أندونيسيا في سطور ؟
فأجاب :
وصلت الى اندونيسيا على ظهر باخرة , كانت الرحلة منذ البداية من حضرموت الى المكلا على ظهر ناقة ثم ركبنا الباخرة وكانت تحمل 25 شخص و أبحرت لمدة خمسة عشر يوم من شاطئ المكلا حتى وصلت لشواطئ اندونيسيا , وكان ذلك في عام 1938م , وكنت وقتها لم أتزوج فسكنت في منزل أخي الكبير ( بدر بن سعيد رحمه الله ) وبدأت بتعلم القراءة والكتابة في أحد المنازل مع أصدقائي ثم بدأت أتوسع وذلك بقراءة الكتب الدينية ثم دخلت المدرسة الإرشادية , ثم تزوجت ابنة الشيخ أحمد التميمي هو كذلك شيخ و راقي وأحد أهم مدرّسي مدرسة الإرشاد ورزقت من ابنته بأول أولادي ( علي ) سنة 1943م , ثم توفيت زوجتي بعد سنتين تقريباً رحمها الله ثم تزوجت من عائلة ( بن مهري ) وأنجبت لي بقية أبنائي وبناتي ( عبدالكريم والبقية ) – وتوفيت مؤخراً رحمها الله - , وفي التسعينات تزوجت من آل طالب ورزقت منها ببنت والحمدلله , وهم معي وأقيم في الرياض حالياً
منزل الضيف الوالد في حضرموت - منطقة جعيمة -
ماذا كان عملك في أندونيسيا ؟
امتلكت والحمدلله دكان أثاث منزلي وكان على الطريق الرئيسي في جاكارتا , ومع السنين تم توسعته وكذلك تم عمل مستودع كبير خاص به .
ماهو تاريخك مع الجمعيات كملتحق بهم ومستفيد من برامجهم ؟
منذ بداية حياتي في اندونيسيا سمعت بالمدرسة الإرشادية التابعة للجمعية الإرشادية ( تأسست عام 1914م ) ثم سمعت بخصوص الجمعية الكثيرية والتي أسسها ( سالم مبارك بن زيمه الكثيري ) وان هناك جمعية كثيرية تهتم بآل كثير في اندونيسيا بل وفي كل دول الشرق كسنغافورة وغيرها , بعضهم قالوا انها جزء من جمعية الإرشاد لكن باتفاق سري فالتحقت بها وكلي فخر وفرحة بأن لنا كيان كبير في بلد الغربة فقد كانت اندونيسيا تعطي حرية كبيرة ومساحة واسعة في هذا المجال مما كان مجال خصب لخروج جمعيات كثيرة جداً فيها فهناك كذلك الجمعية العلوية والتي تختص بالسادة الحضارم وغيرها من الجمعيات .

الحياة في جاكرتا - صورة من الستينات -
معلومة خارج اللقاء :
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
قال الدكتور عبدالله الزين في كتابه ( النشاط الثقافي والصحافي لليمنيين في المهجر ) :
وأهم تلك الجمعيات والأحزاب مايلي :
جمعية الرابطة، جمعية شركة أمة إندونيسيا، جمعية الشباب المسلمين، جمعية التعاون الإسلامي، جمعية خير، جمعية شركة إسلام، جمعية السلام، جمعية الفجر، جمعية الأمر حول الإصلاح، الجمعية المحمدية، الجمعية الكثيرية، الاتحاد الإسلامي، الجمعية اليافعية
[/gdwl]
ماهي قصة عدم رضاك بمستوى أداء الجمعية الكثيرية وإزعاجك لإدارتها ؟ ( العبارة كانت استفزازية مع ان ضيفنا محشوم عن وصفه بهذه الأوصاف إلا أن للكلام قصة وقد أحببت أن أتحرش بكبرياءه قليلاً , وأترككم مع ردة فعله فقد رفع رأسه ورمقني بنظرة ثم عاد وابتسم بهدوء وأجابني )
عندما التحقت بالمركز ( ويقصد بالمركز الجمعية الكثيرية الشنفرية ) فرحت بها وتوقعت أنها تعنى وتهتم باحوال ابنائنا وعوائلنا من ال كثير في اندونيسيا فقد كنا نخاف عليهم من ضياع العادات والتقاليد بسبب الإغتراب في بلد حر لاتحكمه العادات ولا الأعراف , وبسبب ذلك التحقت لا لأجل الإستفادة فقط بل للإفادة وتقديم المساعدة في الجمعية وكان أعضاء الجمعية الكثيرية أكثر من ألف شخص وكانت مشاريعهم في البداية غير تقدمية في اندونيسيا , فمللت نداءات الإجتماعات والتي لم تكن في النهاية سوى جلسات عادية جداً ولا نقاش فيها عن هموم القبيلة في المهجر بل كان هناك اهتمام بأشياء أخرى كاستقبال الضيوف واحياناً ضيوف كبار على مستوى تمثيل الدول مما أعطى انطباع أمام الناس جيد عن قبيلتنا لكن الإهتمام بالداخل كان سيئاً جداً , وقدمنا مقترحات عدة مرات لرئيس الجمعية بالإهتمام بالجوانب الأخرى كالتعليم والقضايا الإنسانية لبعض عوائل ال كثير هنا وفي النهاية وافق على الإذن بإنشاء فرع خاص بهذه الجمعية ويكون متخصص في هذه الإهتمامات فقررنا تكوين جمعية شبابية فرعية لهم وكانت لنا في البداية استقلاليتنا في التقارير والدخل المادي ووافقوا على ذلك , ولم يتوقع رئيس الجمعية الكثيرية أن نصبح ما أصبحنا عليه كفرع للجمعية الكثيرية بإسم ( جمعية الشباب الكثيري ) , ثم حصلت بعض التطورات وبعد ذلك تم دمجها كتكامل لعمل الجمعية الكثيرية وتم الأخذ بمنهجنا في اعمال الجمعية الأم .

صورة للضيف أثناء اللقاء في منزله في مدينة الرياض بالسعودية
من أنتم بالتحديد من كان معك وكيف كانت لقاءاتكم الأولى لهذا القسم الفرعي ؟
تم تكليف ثلاثة من الشباب وتم فيما بعد توزيع الأدوار عليهم
· عوض بن عزان بن عبدالعزيز الكثيري ( رئيساً )
· (أنا) حمود بن سعيد الكثيري ( عضواً )
· طالب بلوعل الكثيري ( عضواً )
وعند بدء عملنا أول شيء قررنا عمل صندوق وبعد سريان فكرة الصندوق تم الإستعانة بالأخ مبارك بن ذياب بن مرعي بن سعيد ليكون ( أمين الصندوق )
وكان ذلك تقريباً في عام 1950م وكنت وقتها في الثلاثين من عمري , كنا نلتقي في اجتماعاتنا الأولى في منزل الشيخ صالح بن جعفر بن سند وهو شيخ ال كثير في اندونيسيا والرئيس الفخري للجمعية الكثيرية الشنفرية وكنا نرجع له في أمور جمعيتنا الفرعية وقد بارك جهودنا وفتح بيته لنا .
ماهي الخطوات التي قمتم بعملها وكفلت لكم التغيير الذي كنتم تريدونه من الجمعية الأم ؟
الحمدلله بعد اعلان افتتاح فرع جمعيتنا انضم لنا الكثير وسجلوا معنا في ( جمعية شباب الكثيري ) , فقد كان القبول منذ البداية وكان هناك الكثير ممن يريد عمل شيء للداخل , وبدأنا بالتنظيم وقد كونّنا صندوق مالي يدفع فيه الأعضاء رسوم رمزية كلن حسب مايستطيع وكانت أحوال ال كثير في العموم متوسطة ومستورة والحمدلله فكانت رسوم الصندوق بمايقارب في عهدنا قيمةً بالريال السعودي من 50 ريال الى 100 الى 200 ريال وكان مبلغ شهري لا يتأخر الأعضاء في دفعه وحقق لنا والحمدلله مبلغ كبير خلال شهور بسيطة وبدأنا بعدها ترتيب الأفكار التي نريد تحقيقها .
ماهي المشاريع التي أثمرت من هذا الصندوق ؟؟
أنشأنا أول مدرسة نظامية مجانية لأبناء آل كثير وكانت في جاكارتا بالقرب من منزل الشيخ بن سند في حي ( جاتي نقارا – جنوب جاكرتا ) ثم مالبثنا وفتحنا مدرسة أخرى في ( كروكت – شمال جاكرتا ) والتدريس فيها بالمجان والحمدلله .
هل لازلت تتذكر بعض أسماء المعلمين في هذه المدارس ؟
أذكر فقط مدير احد المدارس وهو ريس بن خميس بن علي من ال جعفر محمد .
هل تذكر لي بعض الأسماء من الأعضاء المنتسبين لجمعية الشباب الكثيري ؟
لا أذكر أحد , فهم كثير ويزيدون وينقصون هكذا مع الزمن أحد سافر واحد انضم , واحد مات وهكذا في تغيير مستمر ولا أتذكرهم .
ماذا كنتم تدرسّون فيها هل قمتم بتأليف مناهج وهل لديكم المؤلفين القادرين على ذلك ؟
درسّناهم المناهج الكثيرية ياولدي , طلبنا نسخ منها وجاءتنا وطبعناها في اندونيسيا من جديد لخصوص مدارسنا وتم تدريس الأبناء على المناهج الكثيرية بالكامل ( الإبتدائي و الإعدادي ) فهذا مقصدنا وهو تعلق الأبناء بال كثير وتاريخهم مع تعليمهم فماوجدنا أروع من تعليمهم في مدارس وكأنهم في حضرموت حاضرة الدولة الكثيرية .
عام 1967م سقطت الدولة الكثيرية
نعم
سقطتم كذلك وأعلنتم توقيف كل شيء ؟
أجاب وقد غضب من السؤال : سقطت هناك ولم تسقط هنا ( وأشار الى صدره ) .
بقيت المدارس سنين بعد سقوط الدولة الكثيرية وهي تعمل وتدرّس المنهج الكثيري ولم نجعل لأبناءنا نصيب من همّ سقوط الكيان الكثيري بل التعليم والإنتماء هو مانزرعه فيهم دون إشراكهم في النزاعات الدولية .

قبل سقوط الدولة الكثيرية هل كان لديكم اتصال مع الحكومة الكثيرية ؟
نعم نعم كان هناك اتصال دائم بيننا
إذن أنتم مدعومين من السلطنة الكثيرية في مشاريعكم ؟
ابتسم وقال : لا لا خل السلطنة تقوم بنفسها أول ياولدي , لم نكن نطلب منهم شيء فنحن نعلم بظروف السلطنة ولا نريد أن تكون جمعيتنا عبء جديد عليهم بقدر مانريد التقديم لا الأخذ .

صورة نادرة للهوية التي تقدمها الدولة الكثيرية كتعريف بأبناءها , وعليها طوابع الدولة الكثيرية والترجمة - الصورة لهوية ضيفنا -

صورة من الخلف بها مصادقة المندوب البريطاني
إذن فيم كان الإتصال ؟ وبمن تتصلون ؟
الإتصال كان لمتابعة الرعايا وافادة السلطان بكل جديد بخصوص ابناء ال كثير في اندونيسيا لطمأنته أن كل شيء على مايرام ونخبره بكل جديد المعني بآل كثير في أندونيسيا , كان تواصلنا شخصياً مع السلطان حسين بن علي الكثيري , والذي كان يتصل به هو بن عبدالعزيز ( رئيس الجمعية الشبابية الفرعية ) , وكان هناك تواصل كذلك من الجمعية الأم لمشاريع أخرى في السلطنة يتم رعايتها كذلك من قبلهم .
كيف هم تجار آل كثير معكم ؟ وهل يساهمون في دعم مشاريعكم التعليمية ؟
ضحك وقال : التجار لم يكونوا من الداعمين بل لم يحضروا حتى الإجتماعات وكانوا كلهم سلبيين ( يخافون على فلوسهم "قالها وهو يضحك" ) والمشاريع كلها قامت من رسوم الأعضاء الشهرية وفيها الكفاية لو تم الإلتزام بها .
هل هناك مشاريع أخرى قمتم بها غير المدرستين ؟
نعم قد ابتعثنا بعض الأبناء لإكمال دراستهم في الخارج كمصر وغيرها على حساب الصندوق , وكذلك تم الإهتمام ببعض الأرامل من ال كثير والصرف عليهم بدلاً من تكفف الناس وكذلك يتم جمع زكاة الفطر وتوزيعها على الفقراء وكان جمع زكاة الفطرة في منزل الشيخ بن سند ومن هناك ننطلق لنحملها ونوزعها على الفقراء بمعرفتنا كذلك تم توزيع اللحوم عدة مرات على المنازل المحتاجة سواءاً في عيد الأضحى أو من دون مناسبة , ثم مع السنين كثرت أموال الصندوق وقمنا بشراء فندق كبير مساحته 3000م2 تقريباً في ( قان ويدانا ) وكانت هناك مفاوضات على شراء فندق ثاني في سورابايا لكن لم تتم الصفقة .
ماذا تريدون من فكرة شراء الفنادق ؟
لإعادة تحريك أموال الصندوق ويكون هناك دخل مستمر دائم , والفندق تم تأجيره بالكامل كسكن للقوات الجوية الأندونيسية بمبلغ جيد ويعود بالنفع لأعمال الجمعية والحمدلله , وكنا في البداية فكرتنا أن نجعل الفندق مركز تعليمي متكامل وبه مكتب لنا لكن العقد مع الدولة مغري فاتفقنا على تأجيره والإستفادة من الإيجار في أمور الجمعية .
هل أقمتم الحفلات والمهرجانات ؟
نعم , مرة استأجرت الجمعية دار السينما المجاورة لحديقة الحيوانات الوحيدة في جاكارتا ( لم تكن هناك قاعات في تلك الفترة ) وتم إقامة فيها حفل كبير جداً لال كثير حيث كان المكان مناسب وفخم جداً يليق بمقام الإحتفالات المماثلة , كذلك كنا نرتب للعواد في الأعياد ونوزع منشور لتنبيه ال كثير باجتماع العواد ويكون العواد في منزل الشيخ بن سند , ونحن من ننظمه ونرتب المكان والإستقبال وكل شيء .
اشتهرت الجمعيات المتعددة في اندونيسيا في ذلك الوقت بإصدار صحف ومجلات شبابية .. هل أصدرت الجمعية لديكم صحيفة وماذا كان اسمها ؟
لا لم نصدر صحيفة ولا مجلات ولا شيء في هذا الجانب .
لا فرعكم ولا الجمعية الأم ؟
لا أبداً لا هنا ولا هناك لايوجد أي اصدار لال كثير مسجل في ذلك الوقت .
لماذا لم تصدروا صحيفة مع أن لديكم الدخل الكافي لذلك ؟
نظامنا الذي أصدرناه في الصندوق منعنا فيه صرف أي شيء من الدخل لغير ماحددناه وهو التعليم ومساعدة العوائل , وعلى ذلك نحن نلتزم بشيء وضعناه على أنفسنا لأن مقصدنا ماهو مجلات ولاجرائد ولا اعلانات .
السلطان حسين زار اندونيسيا ؟
نعم وفرحنا بذلك
هل نسقتم حفل خاص باستقباله ؟
الجمعية الكثيرية قاموا بحفل كبير لاستقباله ولكن زيارته في الأصل للقاء الرئيس الأندونيسي سوكارنو وهناك تم دعوته لهذا الحفل , وذلك للإطلاع على احوال ال كثير في المهجر .
هل القى السلطان حسين كلمة أمام الحضور ؟
لا , ولكن الحضور ألقوا كلمة ترحيبية له , رتبّها وألقاها كاتب الجمعية / عمر بن حيدره
كم استمر بقاء السلطان حسين في اندونيسيا ؟
يومين فقط , مثل زيارات الرؤساء المعروفة كانت زيارة ودية بين البلدين .
هل للجمعية لديكم أي مشاركة في الحياة في أندونيسيا ؟
نعم كانت لنا مسيرة طلابية كبيرة مع المسيرات التي تتم بمناسبة عيد الإستقلال أو نحوه من المناسبات في أندونيسيا وكانت اللوحة مرفوعة بكل فخر في الصف الأول من هذه المسيرة ومكتوب على اللوحة ( الشباب الكثيري ) ويمشي بها هذا التجمع الطلابي مع كامل المسيرة في المكان المعد للإحتفال في جاكارتا مع باقي الوفود الطلابية .
وفي الساحة السياسية في اندونيسيا ؟
لا لا , من أهم اهدافنا عدم التعرض للسياسة , فهي ليست مجالنا .

خطاب شكر موجه من المفوضية السعودية على جهوده معهم وإطلاعهم له برغبتهم بالتعاون المتكرر فيمابعد .
عندما ترغبون بعمل لقاء عام للقبيلة أين يتم ذلك وكيف هي وسيلة التواصل ؟
كانت اللقاءات الكبيرة في فناء منزل الشيخ بن سند فقد كان بيته كبيراً جداً ويتحمل الضيافات الكبيرة وكانوا يحضرون بالمئات في هذه اللقاءات والحمدلله , أما وسيلة الإتصال فماكانت لدينا إلا وسيلة المنشورات وفيها الدعوة حيث نقوم بتوزيعها على أعضاء الجمعية بأنفسنا ونعطي كل شخص كمية تكفي للأعضاء الذين هم في جهته والحمدلله بهذه الطريقة يحضر الجميع ولايتخلف أحد .
كيف كان نظام المنشورات كيف يتم كتابتها . يدوياً ؟؟
لا ليست يدوية بل يتم طباعتها على الآلة الكاتبة .
متى غادرت أندونيسيا ؟
قررت مغادرة أندونيسيا وكان ذلك عام 1974م غادرت فيها الى السعودية وبالتحديد في مدينة جدة حيث أقمت مع إبني علي ثم انتقلنا الى مدينة الرياض وتم الإستقرار بها .

في زيارته لأخيه عبدالله بن سعيد رحمه الله
هل بعد مغادرتك لازلت تسمع عن هذه الجمعية شيء ؟
لا , ولم أتكلم عن هذه الذكريات مع أحد قبلك منذ عام 1974م وحتى هذا اليوم , قبل السفر سلمنا كل أعمال الجمعية الفرعية للجمعية الأم والحمدلله كان كل شيء بخير.
لكن الجمعية الكثيرية الأم حذت حذوكم وأخذوا طريقتكم وتوسعوا في أعمالهم وتطور ذلك الإهتمام وتم ارسال وفد من الجمعية الى السلطنة الكثيرية لأجل ذلك
نعم سمعت بهذا الوفد وكان برئاسة الشيخ بن سند وقابل السلطان وجلس معه ومع وزراء الدولة وتفاهموا على التعاون فيمابعد , وبن سند قد تنبأ بالإشتراكية قبل ماتظهر في حضرموت كان ذكي وحذر السلطان من الحرية في السلطنة تحت اسم الديمقراطية .
معلومة خارج اللقاء:
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
قال محمد أسد بن شهاب في كتابه : أبوالمرتضي بن شهاب رائد النهضة الاصلاحية
بعد عودة الشيخ صالح بن سند من حضرموت رئيساً للوفد الكثيري، قدم تقريرا ضافيا للجمعية الكثيرية التي اوفدته قال:
على رغم النجاح الذي احرزه الوفد في مفاوضته مع الدولة الكثيرية واتخاذ تلك القرارات الحازمة الموفقة التي نؤمل ان تنفذ وتطبق بحذافيرها في القريب العاجل، فاني اتوجس خيفة من وجود شرذمة ماركسية، فهذه الشرذمة اراها كالسم في الجسم او كالنار في الهشيم ، فان الحريق إنما هو من الشرر الصغير، وقد حذرت المسؤولين في الدولة وبعض الاخوة ممن لهم مكانة في المجتمع من عواقب هذا التساهل والاهمال، فان عواقبها وخيمة ، إن عدم الادراك والنظر البعيد بعين ثاقبة الى هذا الخطر الداهم من الزحف الماركسي ومؤامراته التوسعية يجرّ إلى تقويض الدولة واحتلال البلاد واستعباد الشعب، فالماركسية لا تسالم احداً ولا تتسامح مع احد ما لم يدُرْ في فلكها وينضوِ تحت عقيدتها ويتماشَ مع سياستها، ومن شذ عنهم فهو الضحية الاولى.
ولكن لرجال الدولة ووجهاء الامة وجهة نظر مبنية على الديمقراطية، فالضغط يولد الانفجار بل يجر الى الاعمال التخريبية، أو العمل من وراء الستار خفية، ومن الحرية ينطلق وينبعث الاصلاح ولكل في الحياة رأيه ووجهة نظره، ولن يبقى ولن يدوم إلا الأصلح.
حاورتهم جميعاً وكان وجهة نظرهم عن الديمقراطية والحرية هي الخطأ التام بعينه، وكررت لهم جمعياً أنه اذا استمر التساهل فسيأتي يوم تسيطر الماركسية على الدولة وعلى مقاليد الامور بالقوة وتقضي على الاوضاع الديمقراطية وتعكس الحياة الاجتماعية لتصير هناك دولة ماركسية تقوم على انقاض الدولة المبادة، وما اكثر الحوادث والعبر. ولكن رجال الدولة وبعض قادة الامة يرون من كلامي التشاؤم وقالوا لي إنني انظر بمنظار اسود قاتم وانني اجعل من الحبة قبة وانني غير متفائل في شيء، وهم ينظرون الى هذه الامور أنها بسيطة جدا بل وانها مما يقوي دعائم الديمقراطية في البلاد وان الشعب سيرى الخير ويرى الشر، وفي العالم الديمقراطي لا تعيش إلاّ الديمقراطية ويحتجون ببريطانيا ففيها الحرية التامة فالشعب لم يختر الاّ الديمقراطية وان الشيوعية لم تجد لها موطئ قدم فيها وهكذا فان الماركسية والمبادئ الاخرى كلها في طريقها الى الزوال والفناء في هذه الدولة الكثيرية الديمقراطية. هكذا كانت عقيدة الحكام في الدولة الكثيرية وفكرة وجهاء الامة فيها. ولكني لبثت اكرر في كل حديثي معهم وفي جلساتي واجتماعاتي بهم الخاصة والعامة احذرهم من مغبة التساهل والاعتماد على الفكرة الديمقراطية الخاطئة، وأبنت لهم كيف ان المؤامرات تحاك من كل جانب وان الفتن تبذر في كل محل لتمزيق الشعب الى كتل صغيرة ضعيفة وتشتيته بالافكار والمفاهيم الجديدة المستوردة، ولا يكفيهم ذلك بل ويثيرون المسائل الفرعية الدينية الخلافية لاشغال الامة بالخلافات الجانبية التي تقوض دعائم الدولة الحاكمة لتحطيمها وازالتها من الوجود.
وعلى اثر هذه المحاورات راجعت المسؤولين في الدولة الكثيرية مرة اخرى بصفة رسمية لاجراء مباحثات ومفاوضات خاصة تتعلق بهذا الموضوع الذي اراه في غاية الاهمية ويرونه من توافه الامور التي لا تستحق الاهتمام بها مطلقا .
[/gdwl]
على الأقل لاتزال لكم الحسنة في إذكاء نشاط الجمعية وأجر استنان هذه السنة وفتح هذه الأفكار التنظيمية النيّرة التي لم تكن في خطط الجمعية من قبل
قليل من يعرف بهذي التفاصيل والعمل خدمة والخدمة مالها حقوق ولا ملزوم احد بها , لكن من حضر معنا وعاصر أيامنا يعرف كل شي .
نسأل الله أن يحفظكم ويمد في عمرك على الطاعة يارب , بعد هذا العمر الطويل هل من شيء تتحسر عليه الآن ؟
ضعف بصري , وانا شديد الأسف والحسرة على عدم استطاعتي قراءة القران كالسابق
-
ضيفي الغالي
بإسمي وإسم كل شباب آل كثير وأعضاء موقع مجالس الكثيري نشكرك جميعاً والدي على اتاحة هذا اللقاء الجميل والأخذ من وقتك للإبحار معك في ذاكرتك السابقة وسرد بعض مما لم يتم تدوينه من قبل
وسامحنا على الإطالة , أسأل الله أن يحفظك ويمدك بالصحة والعافية .
إخواني
بكل فخر
ضيفكم
هو جدي
اللقاء إعداد وحوار
الحفيد
خالد علي بن حمود بن سعيد الكثيري
مراجع تم الإستعانة بها للمراجعة مع الضيف ولإضافة نصوصها هنا في اللقاء :
( كتاب الجمعيات والهيئات العربية في اندونيسيا ) تأليف / عبدالرحمن عبدالله بارجاء
(النشاط الثقافي والصحافي لليمنيين في المهجر) للدكتور عبدالله يحيى الزين
( أبوالمرتضي بن شهاب رائد النهضة الاصلاحية ) تاليف / محمد أسد بن شهاب
كما أشكر جميع من عاصروه وأطلعوني على تفاصيل بعض النقاط .
معلومة خارج اللقاء :
[gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
النص المشهور الذي ذكره عبدالرحمن بارجاء عن الجمعية الكثيرية وهو كالتالي :
الجمعية الكثيرية الشنفرية 1931م
لا جدال ولا خلاف في أن أغلبية آل كثير والشنافر إلى عام 1931م هذا العام الذي تأسست رسميا فيه هذه الجمعية منظمين مديرين وأعضاء في جمعية الإرشاد المركزية والفروع ولايمكن أن ينكر احد فضل آل كثير وتضحيتهم بالمال والحال لنشر الإرشاد ومبادئها الإصلاحية وفتح فروعها ومدارسها في المدن والقرى الاندونيسية بل وفي حضرموت أيضا فقد بذلوا كل مرتخص وغال في سبيل هذا الصالح العام .
حقيقة مبادئ الجمعية الكثيرية ومقاصدها
المشهور والمعروف أن قيام الجمعية الكثيرية كان باتفاق سري مع بعض قادة وزعماء الإرشاد المخلصين لدينهم ولوطنهم العربي وذلك لفتح ذلك الطريق المغلق لانتشار مبادئ الإرشاد ونشر التربية الصحيحة والتعليم التطوري في الوطن العزيز حضرموت .. الغارق في التخلف الرهيب والجهالة والجمود لاسيما وقد سبقت إلى الوطن العزيز دعايات كاذبة وإشاعات مغرضة لفقوها ظلماً وعدواناً وطغياناً لصالح طائفة خاصة منتفعة وحدها بهذا التخلف والجمود والتفرقة العنصرية كونت هذه الدعايات المحمومة في الوطن العزيز ضد الإرشاد والإرشاديين سداً منيعاً وحاجزاً قوياً لوصول هذه المبادئ الإصلاحية والأهداف الاجتماعية التي هي ضد البدع والخرافات والتضليل ومعروف أن قبيلة آل كثير في حضرموت الداخل ماهو معروف ومشهور ولايقدر أن ينكره المنصفون كما أنهم في اندونيسيا عندهم الرجال المخلصون ولديهم الأموال الطائلة والهمم العالية وقد سبق منهم التأييد التام لنشر مبادئ الإرشاد هنا وهناك .. ولكل هذا وذاك وقع عليهم الاختيار ليقوموا ببعض الإصلاحات والاجتماعات في الوطن العزيز .
على أي حال فقد قامت الجمعية الكثيرية الشنفرية في جاكرتا وفتحت لها الكثير من الفروع في المدن والقرى الاندونيسية التي وصلت إلى نحو سبعة فروع وفتحت لها المدرسة الوحيدة في جكرته مع العلم أن كثيراً من أولاد آل كثير بقي يعلم ويتعلم في مدارس الإرشاد كما بقي زعماؤهم في إدارة الإرشاد المركزية والفرعية .
وقد جاء في خطبة الأستاذ الشيخ أحمد محمد السوركتي في الاجتماع العمومي لمؤتمر الإرشاد الذي عقد في مدينة سربايا جاوه الشرقية بمناسبة مرور ربع قرن مضى على قيام جمعية الإرشاد عام 1939م ما يلي :سمعت في هذا الاجتماع من بين مندوبي الجمعيات الذين قدموا لهذا المؤتمر الإرشادي العظيم تهانيهم الطيبة لمندوب الجمعية الكثيرية ورأى أن هذه الجمعية ليست بأجنبية عنا ولا غريبة فينا ...فإنها ثمرة من ثمار جمعية الإرشاد ، فبعد اجتماعات مداولات ومشاورات بيننا وبين بعض زعماء وقادة آل كثير تحققت هذه الأمنية الغالية (ضرورة تحقيق نشر التربية الصحيحة والتعليم المتطور والمعرفة المفيدة بحضرموت ) فتأسست الجمعية الكثيرية لما لآل كثير من النفوذ والسلطة بالوطن العزيز وبما عندهم من الأموال الوفيرة والهمم العالية والأفكار التقدمية التحررية واستطرد الشيخ السوركتي قائلا ويشهد على قولي السيد علي بن صالح بن مهري من رجال آل كثير ومن مؤسسي الجمعية الكثيرية والسيد صالح بن جعفر بن سند رئيس الإدارة المركزية للجمعية الكثيرية ، فنحن وهم لا نزال عائلة واحدة .
قضية الجمعية الكثيرية لها تكملة علينا واجب أن نتابعها إلى الوطن العزيز الذي فتحت فيه مدارس متعدده في مثاوي آل كثير وغيرها فقد فتحت مدرسة في جفل ومدرسة في صبيح ومدرسة في جوفه وغيرها جلبوا لها أساتذة قديرين تخرجوا من معهد التربية والتعليم الإرشادي بسربايا هم الأساتذة : علي بن عمر بانعيمون وعثمان بن ابوبكر العمودي ومبروك سالم بلحمر وعلي بن عمر باكراع وغيرهم ، ولعل منهم الأستاذ احمد بن عبدالله باسلامه الذي تولى التعليم في مدودة .
لم نزل بصدد تاريخ الجمعية الكثيرية التي وفدت بعثة رسمية إلى حضرموت الداخل 1956م مؤلفة من السادة : صالح بن جعفر بن سند ، علي بن سالمين بن طالب ، سعيد بن صالح العويني ، مسعود العويني ، مفتاح الجابري ، عقدت لهذا الوفد اجتماعات في قصر السلطان الكثيري بسيئون وفتحوا فرعاً للجمعية الكثرية الشنفرية في مدينة الغرفة وهناك في مقر الفرع عقدت اجتماعات متعددة دار فيها النقاش والحوار حول مقاصد وأهداف زيارة الوفد لحضرموت .
وفي عام 1939م افتتح فرع جمعية الكثيرية بمدينة الصولو جاوه الوسطى في احتفال رسمي حضرة الكثير من زعماء آل كثير من خارج الصولو بجانب عرب الصولو ، وقد فاجأ المجتمعين السيد أحمد محمد الجفري الأستاذ في مدرسة الرابطة العلوية صولو والمندوب الرسمي لجمعية الرابطة العلوية لحضور حفلة الافتتاح بكلمته الترحيبية التي جاء فيها : إن الكثيري علوي والعلوي كثيري ومصيرهما واحد ومصلحتهما مشتركة صحيح أن بعض رجال آل كثير فبما بعد استغلوا قيام الجمعية الكثيرية التي بعثت في القليل منهم روح العنصرية ورقصوا على الحان الطائفية المحدودة وعلى أي حال فقد بقي غالبية آل كثير جانب إخوانهم الإرشاديين وشركاء لهم في المصير الواحد بالمال والحال يعملون يداً واحدة وكتلة متواصلة لصالح الجالية الحضرمية في المهجر والوطن العزيز ..بقوا في الإدارة المركزية وفي إدارة الفروع الإرشادية المتعددة كما بقي شبابهم وأولادهم يعلمون ويتعلمون في المدارس الإرشادية كما سبق ذكر ذلك .
[/gdwl]
انتهى اللقاء والتحقيق